Pixi.

Pixi is a creative multi-concept WordPress theme will help business owners create awesome websites.

Address: 121 King St, Dameitta, Egypt
Phone: +25-506-345-72
Email: motivoweb@gmail.com

وسائل التواصل وتفكير أبنائنا

  • د. رنا الصيرفي
  • سبتمبر 12, 2019

شكلت وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة واقعًا جديدًا لأولياء الأمور بمختلف أعمارهم، وكل أم وأب يتعاملون مع وضع لم يعهده آباء الجيل الذي سبقهم، وبالتالي فالخبرات في هذا المجال شحيحة، ما لم يسارع الآباء أنفسهم برصد التأثيرات والوعي للأمور المختلفة، والتفكير فيها.

تروي إحدى الأمهات كيف أنها تلتقط صوراً أو أفلاما ً قصيرة لأطفالها وتضعها على وسائل التواصل الإجتماعي للأهل والمقربين فقط، وكيف أنها كانت تتأثر بتعليقاتهم على تلك الصور، وكذلك بعدد إشارات الإعجاب (Like). كانت تعتقد أن هذا الشيء لا يعرفه أطفالها، فأكبرهم طفلتها التي لم تتجاوز الخمس سنوات، ولكنها تفاجأت بابنتها تسألها: “ما الذي قالوه عن صورتي؟”. تقول الأم: “أجبتها بحماس وقرأت لها الردود، ولكنني انتبهت بعد ذلك أن ابنتي تقوم بأمور لكي التقطُ لها صورًا ولتسمع تعليقات الآخرين عليها. هنا بدأت أقلق عليها، فثقتها بنفسها أصبحت تعتمد على آراء الآخرين، وليس لديها تقدير ذاتي لما تقوم به، ولا رغبة ذاتية في عمل شيء”.

هذه القصة تتكرر وبأشكال مختلفة مع الآباء، فسهولة مشاركة الآخرين، جعلت الآباء سخيين في نشر معلومات عن حياتهم وعن أطفالهم دون التفكير في تأثيراتها. فمن ناحية تجعل الأطفال يفقدون الشعور بأهمية الخصوصية، وبالتالي يسعون لمشاركة تفاصيل حياتهم. ومن ناحية أخرى، فإن حجم التشجيع والتعليق الذي يحصل عليه الآباء على ما يضعونه عن أبنائهم في وسائل التواصل، يجعلهم يفرحون، ويتحول هذا الاستحسان بحد ذاته إلى هدف يسعون إليه، وتنتقل هذه الرغبة إلى أبنائهم كذلك، وبالتالي تفقد الأعمال قيمتها الإنسانية، ويغيب هدف التطور الشخصي والإبداع، لتحل الشهرة وإعجاب الناس محلها.

وتقول والدة صبي في الثامنة من عمره: “كان ابني يريني إحدى الصور التي التقطها لصديقه أثناء لعبهما وهو يضحك. كانت الصورة تشجع على الضحك عليه، فقد سقط على الأرض بطريقة غريبة وانسكب العصير عليه. فقلت له قد لا يوافق صديقك على تصويرك لهذه الصورة. فرد علي: غير مهم، المهم أن نضحك.”

تواصل الأم: “دهشتُ من رده، فقلت له طبعاً مهم أن تسأله، وإلا فهو يعتبر تنمراً عليه. لكنه أجاب: لقد التقطتِ لي صوراً في أوضاع محرجة وأنا صغير، وكثير من الأقارب لازالوا يحتفظون بها ويضحكون عليها. ما المشكلة؟”. حينها أدركت الأم أن ما قامت به بدون قصد سيء، قد اتخذه إبنها كقاعدة يفكر بها.

فالأطفال يلتقطون وبسرعة مذهلة تصرفات الآباء وعاداتهم، والأكثر من ذلك أنهم يلتقطون طريقة تفكيرهم، وقياسهم للأمور، ويبنون لأنفسهم قواعد حياتية مشابهة. الأمر ذاته ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي وعادات الوالدين المرتبطة بها، وطريقة تعاملهم معها. وبالتالي من المهم التفكير المستمر في السؤال التالي مع كل تصرف: “ما الذي يوصله هذا التصرف لأبنائي؟”

فالواقع الحالي يفرض على الآباء التفكير بعمق أكبر حول تأثير عاداتهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على أبنائهم، وكيفية حمايتهم من مخاطرها ومن الأستخدام السيء لها.

د. رنا الصيرفي

رئيسة برنامج “كن حرًا”
جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Next
Close
Test Caption
Test Description goes like this