Pixi.

Pixi is a creative multi-concept WordPress theme will help business owners create awesome websites.

Address: 121 King St, Dameitta, Egypt
Phone: +25-506-345-72
Email: motivoweb@gmail.com

مهارات والدية في التعامل مع الإنترنت

  • د. منى جناحي
  • أكتوبر 17, 2019

يتعامل  معظم أطفالنا  في هذا العصر مع الحواسيب والأجهزة الإلكترونية بصورة عادية وطبيعية، ويعتبرالتعامل مع الهواتف والدخول لشبكات الإنترنت هو الهواية المفضلة لهم باختلاف أعمارهم،  وعلى الجانب الآخر فإن معرفتنا  نحن  الآباء لما يمكن أن تتيحه الشبكة العالمية لأي مستخدم لها من معلومات ومواقع يقود الكثير منا إلى دائرة الحيرة  والقلق، على الأخص مع تصاعد الصحوة العالمية تجاه الخطر المتنامي على مستخدمي الإنترنت في دول العالم والذي ينطبق علينا نحن أيضاً في دول المنطقة. فهل نفتح لأبنائنا هذه النافذة نحو عالم المعلومات أم نمنعهم من ذلك حرصاً عليهم من المواقع العديدة التي تعطي طالب الخدمة دائماً أكثر مما يطلب؟

هناك أمور متفق عليها بين معظم الآباء حين يأتي الحديث حول المستحدثات الإلكترونية وتأثيرها على الأبناء ومنها أنهم يوافقون على حقيقة أن هذا الجيل يختلف كلياً عن الأجيال السابقة نظراً إلى تعدد الخيارات أمامهم فهم محاطون بوسائل ترفيهية مبتكرة إضافة إلى وسائل إعلام سريعة تتيح لهم التعرف على هذه المستجدات بسهولة وفي أماكن مختلفة بخلاف المنزل. ومن هنا فإنه ليس من الحكمة إذاً أن نمنع الأبناء من استخدام شبكة الإنترنت والتعامل معها، والأفضل أن نحول جهودنا إلى التفكير في طرق فعالة وواقعية لمساعدة أبناءنا في اختيار المناسب لهم، وتحديد أوجه الخطورة في هذه الشبكة عندما يساء استخدامها، لذا فإن الدعوة التي يجب أن تجد صدى لدينا نحن الآباء هي إمكانية التحكم في أخطار الإنترنت المتوقعة على أطفالنا عن طريق القيام بالحماية الذاتية من خلال الإشراف على ممارسة أطفالنا التفاعل اليومي مع الشبكة، وتعلم ما يمكن ان نتعلمه لتحقيق هدف الحماية الذاتية، وقد يعني هذا أيضاً تجاوز النظرة المفرطة في التشائم تجاه الأضرار التي يمكن أن تأتي بها شبكة الانترنت إلى الاقتناع بإمكانية التحكم بها وتطويعها لخدمة نواحي تربوية مميزة يتطلع إليها الآباء أنفسهم.

وبالتأكيد فإن اتخاذ موقف كهذا من الآباء يعني الوعي بجرائم الانترنت وضرورة حماية الأبناء من جهة وفي نفس الوقت الإيمان بحقيقة أن أبسط الأشياء يمكن أن تصبح خطيرة عندما يساء استخدامها من جهة أخرى.

أما من يدعوهم تشاءمهم من الآباء إلى فرض العزلة الإنترنيتية – إذا صح التعبير – على أبناءهم فلا يسعنا إلا أن نقول لهم إن الدراسات والبحوث تثبت أن هناك نمواً مستمر في استعمال الأفراد للإنترنت يتزايد يوماً بعد يوم مما يعني أن أبناءهم ماضين في التعرف على هذا العالم الجديد إذا لم يكن في المنزل ففي بيوت أصدقائهم بل في المدارس نفسها ولا عزاء للآباء!!

. وهذه بعض الافكار الممكن تجربتها في هذا المجال:

  • الاتفاق بين الوالدين وأطفالهم منذ البداية وقبل شراء جهاز الحاسوب المتصل بالإنترنت حول مكان وضعه والذي يفضل أن يكون في غرفة المعيشة أو أي مكان لا يخلو من الجالسين والمارة. إن إقناع الأطفال بهذه الفكرة يجب ان يعتمد أساساً على أن هذا الجهاز ملك عام لأفراد الأسرة ويجب أن يكون في متناول أيدي الجميع حتى لا يضطر أي منهم إلى إزعاج الآخرين في غرفهم إذا ما رغب في استعماله.
  •  قد يصر الأولاد على أن يوضع الحاسوب في غرفهم الخاصة إلا أن الدراسات المهتمة في هذا المجال قد أثبتت أن الأطفال الذين يملكون أجهزة الحاسوب في غرفهم لا يحصلون غالباً على الإشراف الكافي من الأهل.
  • عند شراء الهواتف والألواح الذكية أيضاً من المهم أن يتحدث الأبوين مع أبناءهم عن جميع القوانين والأنظمة المرتبطة بها، مثل عدد ساعات العمل فيها ونوعية البرامج المسموح لهم باستخدامها وغيرها. إن إشراك الأطفال في هذه الخطوة سوف يجنب الوالدين الكثير من المناقشات والمشاحنات المتوقعة فيما بعد.
  •  من الجميل أن نشجع أطفالنا على استخدام الإنترنت والتعامل مع الشبكة كمصدر للمعلومات ومع ذلك فإننا يجب أن نكون واضحين معهم في تحديد نوعية المعلومات التي من الممكن أن يبحثوا عنها باستخدام الإنترنت، خاصة إذا كان الأطفال في عمر يصعب عليهم فيه تمييز المواقع المناسبة. ومن أمثلة الأنظمة المحددة في هذا المجال أن نقول للطفل: “يمكنك أن تستخدم الإنترنت في البحث عن المعلومات التي تحتاجها في البحث المدرسي ولكن من غير المسموح أن تجول في الشبكة دون أن أكون موجوداً”، أو “سوف أكون سعيداً بمساعدتك إذا أحببت البحث عن معلومة ما تشغل تفكيرك” أو “اعرف كثير عن المواقع الجميلة وسأكون مستعداً لزيارتها معك اذا أحببت ذلك” وغير ذلك من العبارات التي تعطي شعوراً للأطفال بأن استخدام الإنترنت يرتبط دائماً بالحصول على المعلومات المدرسية أو المعلومات التي نحن في حاجة لها.
  •  قد يضطر الأهل أحياناً إلى القيام بإغلاق المواقع غير المرغوب بها بأنفسهم قبل أن يصل إليها الطفل باستخدام كلمة السر، ويصبح هذا الإجراء ضرورياً بشكل خاص عندما يصعب عليهم الإشراف الدائم على الطفل وهو يتعامل مع الإنترنت.
  •  من المواقع التي يجب أن ينتبه الآباء إلى توعية أطفالهم حولها بشكل خاص غرف المحادثة،                      فهذه المواقع تشكل مصدر إغراء دائم للاطفال لأنهم يسمعون عنها من أصدقائهم ويجدون فيها متعة التفاعل مع أشخاص لا يعرفونهم وهكذا يصبح من واجب الآباء عدم تجاهل هذه المواقع بل التحدث مع أبنائهم عنها وتعريفهم بالأخطار الممكن أن يتعرضوا لها من جراء التمادي في التحدث مع أشخاص لا يعرفونهم، وبالطبع تنبيههم إلى الامتناع بشكل قطعي عن الإدلاء بأي معلومات شخصية عن أنفسهم أو أرقام بطاقات الائتمان الخاصة بالآباء ومما شابه من المعلومات لأصدقائهم الإلكترونيين تجنباً لإمكانية استغلالها في الإضرار بهم.
  •  تؤكد بعض الدراسات أن استفادة الأطفال من الإنترنت تكون كبيرة عندما لا تخرج أوقات استعماله عن فترات قصيرة حسب الحاجة، أما قضاء الأطفال لساعات طويلة من يومهم وهم يقابلون شاشة الحاسوب فلا يعني إلا تحول اهتمامهم بهذا الجهاز إلى نوع من الإدمان الذي يحرمهم من الاستمتاع بالتفاعل مع الأخوة والأصدقاء والحياة الأسرية الجميلة.
  • والنصيحة الاخيرة للآباء هي ان يتتبعوا كل فرصة تتيح لهم تعلم أحدث ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا، فهذا ما سيعطيهم خيارات عديدة لمساعدة أبنائهم وسيتيح لهم الإشراف عليهم انطلاقاً من مبدأ المعرفة التامة لا المخاوف الغامضة من مخاطر الإنترنت.

د. منى جناحي

استشارية الطفولة المبكرة والعلاج السلوكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Next
Close
Test Caption
Test Description goes like this